توفي الجمعة العالم الأزهري الدكتور يحيى هاشم فرغل في أحد مستشفيات القاهرة، بعد رحلة طويلة من الكفاح.
حيث ظل حتى وفاته يجاهد بقلمه ويؤلف الكتب ويكتب المقالات دفاعا عن الإسلام ولم يخش في الله لومة لائم.
وتقلد الراحل العديد من المناصب بجامعة الأزهر وكان آخرها عميدا لكلية أصول الدين.
وكان آخر مقال كتبه بعد الثورة بعنوان "ضرورة عقد مؤتمر إسلامي عام لتطوير الأزهر" طالب فيه بإنقاذ الأزهر وطرح رؤيته لتطوير هذا الصرح الإسلامي الكبير.
ونشر هذا المقال في زاويته الثابتة على موقع "العرب نيوز"، والتي ظل يطل منها على تلاميذه ومحبيه حتى الرمق الأخير.
والراحل من مواليد القاهرة 4 فبراير عام 1933، حصل الشهادة العالية من كلية أصول الدين بالأزهر – بالقاهرة عام 1958، وإجازة التدريس من الأزهر عام 1959.
عمل مدرسا للتوحيد والتفسير بمعاهد الأزهر من عام 1959 إلى 1964.
حصل على الماجستير في العقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين بالأزهر بالقاهرة عام 1971.
عين مدرسا مساعدا بكلية أصول الدين بالأزهر بالقاهرة عام 1971، حصل على الدكتوراه في العقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين بالأزهر بالقاهرة عام 1976، وعين مدرسا بكلية أصول الدين في نفس العام.
ومن أعماله، نقد نظرية المعرفة في علم الكلام ضمن رسالة الدكتوراة، نقد (العلم الخالص) ضمن كتابه (العقيدة الإسلامية بين الفلسفة والعلم)، وضع أساس فلسفة التسليم ضمن رسالته للدكتوراه وكتابه (مداخل إلى العقيدة الإسلامية).
وضع أساس فلسفة الإنذار ضمن رسالته للدكتوراه وكتابه (مداخل إلى العقيدة الإسلامية).
وضع تخطيط وتطبيق لمواجهة التيارات الإلحادية ضمن كتابه (الفكر المعاصر في ضوء العقيدة الإسلامية)، وضع تخطيط لأساس تكوين كليات الدعوة ضمن بحثه لمؤتمر إعداد الدعاة بالأزهر عام 1987.
من آرائه:
أن الإسلام تعرض لمحاولات منظمة من التزييف وبخاصة خلال القرن الماضي، ومن ثم أصبح غريبا، أو يكاد، وأنه مرشح للعودة، ولن يعود إلا غريبا: أي متميزا نقيا غير مختلط.
- أن دعوى الوسطية في الإسلام تصح على مستوى التدرج في التطبيق والانتقال في خطوات متصاعدة بهدف الوصول إلى "الإحسان" ولا تصح على مستوى تقرير حقيقة الإسلام وجوهره، ففي الجوهر تحتدم شعلة التسليم المطلق للخالق سبحانه وتعالى.
- أن عودة الإسلام لابد أن تمر بمنهج متكامل مبني على الأولويات: على مستوى التربية والثقافة والاقتصاد والسياسة.
- العالم الإسلامي ينقسم حاليا إلى حزبين رئيسيين، إسلامي وعلماني، ومن هنا جاءت ضرورة توعية وتوحيد التيارات والاتجاهات والحركات الإسلامية في مواجهة الخصم المشترك "العلمانية":
وفق منهج يقوم على العمل فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
- قواعد الفقه الإسلامي غنية بما يمكن النظر فيه من أجل أن تتحرك الحركة الإسلامية على قاعدة من الوفاق العملي في فريضة الحكم والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن ذلك: أنه إذا تردد الفعل بين أن يكون فرضا أو أن يكون بدعة فالدعوة إليه وإتيانه أولى (مثل تعلم التكنولوجيا).
وإذا تردد بين أن يكون واجبا أو أن يكون بدعة فالدعوة إليه أو إتيانه أولى عند أكثر الفقهاء (مثل السفر لتعلم الطب في غير بلاد الإسلام )، وإذا تردد بين أن يكون قربة أو بدعة فالنهي عنه أو تركه أولى عند أكثر الفقهاء مثل (دعاء مخصوص لنصف شعبان).
- أن العلاقة الحرجة بين الفرق الإسلامية تقبل التجميد على قاعدة من "العقل العملي" وفقا لتحرير "نظرية المعرفة" رجوعا إلى أصولها في الكتاب والسنة كما عبر عن ذلك في كتابيه: "فلسفة التسليم" و"فلسفة الإنذار" وهما موجودان بالكامل بكتابه "مداخل إلى العقيدة الإسلامية، وتجديد منهج البحث في العقيدة الإسلامية".
- أن التسليم ضرورة إنسانية عملية ومن ثم فإن التدين لم يختف قط من الحياة الإنسانية.
وإنما انتقل وفق ظروف معينة بين التسليم لله الخالق في الإسلام تحديدا، أو تخبط في التسليم لغيره من أصنام أو أرواح أو طواغيت أو فلسفات أو مذاهب أو شهوات.
- أن الحرب لم تنته بعد بين الإسلام والغرب المسيحي منذ ظهور الإسلام خارج الجزيرة العربية وإن كانت تمر بأدوار مختلفة وتلبس أثوابا مرحلية:بين الصليبية والاستعمارية والعلمانية والصهيونية.
- أن أولويات جهاد الإسلام ضد أعدائه الكثر تأتي في المنظور الإسلامي وفقا للترتيب القرآني "اليهود والنصارى وعملائهم من العلمانيين والصهاينة والتغريبيين.
- أن بناء الحضارة "الربانية "على الأرض مقصد أساسي من هبوط آدم عليها وهو من ثم مقصد المقاصد الشرعية في إطار إسلام الوجه لله وفق الصراط المستقيم.
الكاتب: عبدالباري الثبيتي
المصدر: موقع قصة الإسلام